أنا الناي
في حزنه وشجنه ، ولو أنه أراد الشدو على أنغام السعادة لاستحال عليه ، فهو
مفعم بالجراح رغما عنه ، وذاك ليس منه فالعازف غيره 0
كذلك الكاتب ما أراد حزنا ، بيد أن العازف غيره ، العازف زمن الصغار ، زمن المسوخ
من أشباه الرجال قد أورثونا الألم وأدخلونا دنيا الأحزان ، فصيرونا كالناي ألما من
أنفاس تتخلل الأعصاب ، ويلفح هجيرها القلب فتئن بها الروح ، فتخرج الأنات حمما
قد انتضاها الواهمون 0
تلك رسالة الترحيب والمبتدأ ، وما كان لها الا أن تكون على النقيض ، ولكنه الألم
الجليل معني بحاضره مستشرف سوءة الآتي 0
ما كنت من المدونين ، وما كنت منتميا الا لأجيال قد مضت بزمانها العذب الجميل ،
وكنت أرصد كل التحولات التي تجري أمامي ، تحفر كما الزمان على الفؤاد مجرى
لنهر قد نضب ، أرقب التردي والرداءة في كل شيء ، بالأخلاق والسلوك والأفكار
والطعام والشراب والأشكال والقلوب والفنون 000 وكل شيء، حتى صار القبح أقبح،
والحال ليس مقصورا على مجتمع دون آخر من هذا الوطن الكسير المحتضر ،
وجعلت أنظر كيف بمكن التغيير ، والماضي لن يعود ، أمن قمة الهرم يكون ، أم
بالأساس ؟
اليوم أطرح خاطرتي وأنتظر الجواب 0